العانس ( هنة بيزويك ) ماتت
منذ أكثر من مئتي عام ، وقد تم تحنيط جسدها بعد موتها ورقد بسلام أما
روحها فلم يقدر لها أن ترقد بسلام إذ داومت هذه الروح على زيارة مصنع كبير
أقيم في نفس المكان الذي كان منزلها مقاما عليه
ماهي قصة هذه العانس ؟ تملك ( هنة ) منزلا كبيرا مع حدائق غناء قرب مانشستر ، وكانت حياتها تسير على وتيرة واحدة إلى أن سمعت في
عام 1745 أن أمير اسكوتلندا ينوي غزو انكلترا فخافت وقررت أن تخبىء ثروتها وكان هكذا إذ أخفت ثروتها طيلة أيام حياتها الباقية
وإضافة إلى خوفها على ثروتها كان يمتلكها هاجس آخر وهو أن تدفن حية وذلك
الهاجس سببه ما حدث لأخيها سابقا من حيث أنه مرض مرة مرضا شديدا ولم يعد
يتحرك وبعد فحصه من قبل الطبيب أفاد هذا بأن الأخ ميت فتم وضعه في كفن
وضمن تابوت وسمح لأصدقائه وأقربائه أن يلقوا عليه نظرة الوداع ولكن فجأة
أثناء ذلك تحرك الأخ وتبين أنه غير ميت بعد ، وأعيد بعد ذلك إلى فراشه
ليتابع مرضه
ماتت هنة في عام 1768 دون أن تفشي سر مكان ثروتها الدفينة ، وبسبب ما حدث
أوصت بمنزلها وأراضيها للطبيب ( شارلز وايت ) على شرط أن يقوم بتحنيطها
ويحفظها في مكان أمين ( يحفظ جسمها طبعا ) فوق الأرض وليس تحتها ، وأخيرا
وهو الأغرب أوصت ولسبب مجهول بأن يجب أن ينقل جسدها كل 21 عاما من مكان
حفظه فوق الأرض إلى مكان آخر وتكرر العملية بشكل دوري كل 21 عاما
تم عمل ذلك لجسد العجوز ( هنة ) فقد تم تغطية جسمها بالقار لمنع الهواء
والرطوبة إضافة إلى لف الجسم بالضمادات القماشية السميكة وقد ترك وجهها
مكشوفا حسب رغبتها . وقام الطبيب الشاب بعدها بحفظ الجسم في منزل في
مانشستر إلى أن توفي فتم نقل الجسد المحنط إلى متحف المدينة حيث أصبح يجذب
الجميع ليروه
بقي منزلها سنوات طويلة دون أن يسكنه غير شبحها كما يروي الناس ثم اشتراه
أحد الأشخاص وقام بتجديده وتقسيمه إلى شقق وأجرها لعمال حلج الأقطان الذين
اعتادوا لاحقا على رؤية شبحها يتحرك ويهيم ووجهها موجه نحو الأرض أثناء
مسيرها كأنما هي مستغرقة في التفكير
وكان في سلوكها غرابة خاصة من حيث أنها كانت تمعن النظر وتبقى عند عمود
حجري يجاور بيت أحد عمال النسيج ويظهر من سلوكها أنها لا تريد مغادرة تلك
النقطة ، وفي أحد الأيام قرر عامل النسيج أن يخلع العمود الحجيري لتثبيت
نول جديد وفوجىء بوجود كمية من الذهب وعرف هو عندها بأنه قد وجد جزءا من
ثروة ( هنة ) وبعد ذلك الحادث
أصبحت حركات هنة غريبة فكانت تظهر وكأنها غاضبة ومنذرة بالخطر ، وقال البعض أنهم رأوا ضوءا أزرق يشع في عينيها
شاهد البعض هنة بعد ذلك لوقت طويل وهي تدخل الاسطبل ليلا وتحدث ضجيجا هناك
لكن لم يجرؤ أحد على اللحاق بها ليلا إلى هناك ، واعتقد البعض أنه ربما
كانت باقي الثروة في الإسطبل ولكن لم يجد أحد شيئا ، وبعد فترة تم هدم
المنزل وبني مصنع في مكان المنزل وظن الناس أن ذلك سيكون نهاية الموضوع
ولكن بعد فترة أدعى بعض العمال بأنهم شاهدوا طيف شبح يشبه هنة يجول في
المصنع ولكن في فترات متباعدة وماتت القصة بعد ذلك
وأخيرا وبعد مئة عام على موتها وبعد أن أصبح المتحف مكتظا بالتحف
والعاديات وخاصة أنه يوجد الكثير مما أتى بعد ذلك وأصبح له أهمية أكثر من
الموجود سابقا في المتحف
اجتمع مجلس المدينة وقرر أن مئة عام فوق الأرض تكفي ( هنة ) وتم دفنها بعد ذلك في 22 تموز 1868 في مقبرة المدينة
بعد ذلك بقترة ادعى بعض الأشخاص أنهم شاهدوا شبحها يلبس الثوب الحريري
الأسود والقبعة البيضاء يطوف حول منزلها ويحوم خاصة حول الاسطبل وبعضهم
يروي أنه شاهد الاسطبل يتوهج كأنما هو يحترق دون وجود أي أثر لنار أو حريق