عصفورة وسط العاصفة
عرض أحد الملوك جائزة كبيرة للفنان الذي يستطيع أن يرسم
أفضل لوحة للسلام
حاول العديد من الرسامين وقدموا أعمالهم للملك
فنظر إليها كلها واختار لوحتين فقط .. أحبهما فعلاً
اللوحة الأولى
كانت عبارة عن بحيرة هادئة تحيط بها جبال وسماء زرقاء
مع غيوم بيضاء والقليل من الطيور الملونة التي تطير بسلام
اعتقد كل من رأى هذه اللوحة أنها لوحة رائعة للسلام
أما اللوحة الثانية
فكانت مختلفة تماماً
كانت تحوي جبالاً أيضا .. ولكنها وعرة وعارية
والسماء غاضبة والمطر ينهمر والبرق يلمع
وفي الأسفل إلى جانب الجبل كان هناك شلال يهدر ماء
كل من كان ينظر إلى هذه اللوحة كان يؤكد أن لا علاقة لها بالسلام
ولكن الملك نظر إليها من منظار أكثر دقة من الآخرين
فقد رأى خلف الشلال شجرة صغيرة تخرج من شق في الصخر
وفي الشجرة عصفورة بنت عشها
وفي وسط هذا الطقس السيء كانت العصفورة تجلس في عشها بسلام
كان رجال البلاط متأكدين من اللوحة الأولى التي اختارها الملك
ولكنهم دهشوا عندما اختار الثانية
وعندما سألوه: لماذا اختارها؟ ابتسم وقال
لأن السلام لا يعني أن تكون في مكان كل شيء فيه على ما يرام
دون ضجة أو صعوبات
السلام هو أن تجد نفسك وسط كل أنواع التحديات وتحافظ على هدوئك
نسأل الله الودود أن يمن علينا بالسلام الداخلي قبل الخارجي
لتهدأ نفوسنا وتسكن مهما هاج الكون وماج